الاعداد للامتحانات … جبراوي: مزيد من التوعية

< الامتحانات تستهدف نتاج ما تم تحصيله من معلومات ومعارف ومهارات خلال الموسم الدراسي، ولذلك يستعد التلاميذ لها في الفترة التي تسبقها ببضعة أسابيع أو بشهر وأكثر، ويشتد الاستعداد كلما اقترب موعد الامتحانات، حيث تمنح الأسر هامشا أكبر لأبنائها يخول لهم التركيز على مراجعة الدروس وحفظها، وتوفر لهم إمكانيات الساعات الإضافية وتسمح لهم أيضا بالوجود بمعية صديق في بيت أحدهما لتشجيع أحدهما الآخر على المراجعة والحفظ ومناقشة المواضيع والدروس. وتشكل هذه الأجواء ضغطا على التلاميذ يزداد اشتدادا مع كل يوم يمر من الفترة الفاصلة عن موعد الامتحان، كما أن هذا الضغط غالبا ما يكون له تأثير سلبي على نفسية التلاميذ الذين لهم اسر ذات ثقافة محدودة أو تتميز بنسبة مرتفعة من الأمية، إذ يتحول ضغطها إلى نوع من الإحباط المسبق الذي تزرعه في نفسية أبنائها بعبارات لا تشجع على الاستعداد للامتحانات بل تحبط عزيمتهم، دون أن ننسى نسبة القلق والتخوف المرتفعة جدا لدى الذين سبق لهم أن رسبوا في الامتحانات ذاتها في السنة السابقة.
< قد تلعب التوجيهات وكبسولات التوعية والإرشاد الموجهة للأسر خصيصا دورا إيجابيا في تخفيف الضغط على التلاميذ ، وهو ما يتطلب من الوزارة المعنية إنتاجه في شكل كبسولات تتناول تمرير جملة من الإيحاءات والتوجيهات الرامية إلى خلق أجواء مريحة للتلاميذ داخل الأسر وتوعيتها بضرورة مساعدة أبنائها على الاستعداد للامتحانات بعيدا عن كل ما يخلق لهم ضغطا إضافيا أو يوتر أعصابهم أو يحبطهم أو ينال من عزيمتهم. كما يتعين على الوزارة ذاتها أن تقوم بحصص داخل المؤسسة التعليمية لتقوية منسوب الثقة بالنفس لدى التلاميذ عبر هيأة التوجيه التربوي المدرسي وبحصص الاختبارات التجريبية لمزيد من استئناس التلاميذ بأجواء الامتحانات وإزالة هاجس الرعب منها، ودور الأسرة في هذه النقطة كذلك لا يقل أهمية، بحيث كلما جعلت ابنها يشعر بالهدوء والاتزان والتركيز كان ذلك عاملا إيجابيا ومساعدا على تخفيف الضغط عليه، وكلما سعت إلى تشجيعه وتحفيزه ارتقت بثقته بنفسه وبقدراته.
< حاجة التلاميذ خلال فترة ما قبل الامتحانات إلى الدعم النفسي والتربوي كبيرة جدا ولا محيد عنها، ولذلك فالمؤسسة التعليمية مدعوة إلى اعتماده وفق آليات مدروسة بكل عناية، على أن تقوم بها الأطر التربوية والإدارية على حد سواء تتخللها فقرات من التنشيط الترفيهي لإذابة جليد الضغط وجعل التلميذ يتنفس الصعداء ويقتنص فترات راحة هو في أمس الحاجة إليها. وأكيد أن حصص الدعم النفسي والتربوي للتلاميذ المقبلين على اجتياز الامتحانات وخصوصا الإشهادية منها تساعدهم على تبديد التخوف من الفشل والقلق من المستقبل وتعزيز منسوب الثقة بالنفس والإيمان بالقدرات الذاتية وتقوية الشعور بتراكم المكتسبات الدراسية وفعالية الذاكرة التي تخزن ما استوعبته خلال الموسم الدراسي والقدرة على التفاعل والتجاوب مع مختلف الأسئلة الممكن أن تطرح في الامتحانات، ومن الضروري لأجرأة ذلك اعتماد مجموعة من التقنيات التي تساعد إيجابية تأثير حصص الدعم النفسي والتربوي من قبيل تقنية المجموعات وتقنية التصوير والمناظرة.
عبدالكريم جبراوي * رئيس المركز الوطني للأدوار المدرسية بالمغرب
أجرى الحوار: أ.س (الجديدة)