
مهنة التمريض، التي كانت تُعتبر في الماضي منخفضة القيمة، أصبحت اليوم تحظى بتقدير أكبر. هذا التغيير في التصور يعود إلى ظهور تخصصات جديدة مطلوبة بشكل كبير لتغطية احتياجات قطاع صحي يشهد تحولاً تكنولوجيا كبيراً.
وظيفة أساسية لضمان رعاية صحية عالية الجودة
تتمثل الخصوصية في هذه التخصصات التقنية في توفير ممرضين قادرين على مرافقة الأطباء في مختلف الإجراءات الطبية، مما يُحدث تغييراً جذرياً في المهنة. «لا يمكن لهيئات الرعاية الصحية أن تعمل بكفاءة دون هذه المهن، لأنها تلعب دوراً حاسماً في جودة الرعاية المقدمة للمرضى. وقد أظهرت دراسات علمية أن الممرضين أصبحوا أساسيين لضمان تقديم خدمات طبية ذات جودة عالية والحد من المضاعفات ما بعد العمليات الجراحية»، كما صرح بذلك نائب رئيس قسم الصحة في جامعة يوروميد بفاس، شكيب نجاري. هذه الأدوار تعكس أيضاً تطور التقنيات الطبية وتعقيد الرعاية الصحية، مما يستدعي تطوير مهارات فنية متخصصة.
من بين التخصصات الأكثر طلباً، نجد تخصص التخدير والإنعاش، حيث يقوم الممرض بمساعدة طبيب التخدير خلال العمليات الجراحية. «يؤدي ممرض التخدير دوراً رئيسياً في الوسط الطبي اليوم. بالإضافة إلى إجراء التخدير العام، فإنه مسؤول أيضاً عن إدارة آلام المريض وضمان سلامته أثناء العملية»، وفقاً لما ذكره عميد كلية محمد السادس للعلوم التمريضية والمهن الصحية التابعة لجامعة محمد السادس.
تخصص آخر يُعتبر من بين الأكثر رواجاً في العيادات والمستشفيات هو مهنة ممرضين الرعاية الحرجة، الذين يتدخلون في حالات طبية طارئة عندما يكون المريض في حالة حرجة. «يقوم ممرض الرعاية الحرجة بمرافقة المريض من مرحلة تقديم الرعاية إلى المتابعة الطبية. قد يتعلق الأمر بمرضى يعانون من ضيق التنفس، أو مشاكل قلبية وعائية، أو إصابات عصبية»، يوضح فاري.
اهتمام متزايد
من بين التخصصات الرائجة حالياً، نجد تخصص الشيخوخة الذي يشهد نمواً ملحوظاً. «هذا الفرع من العلوم التمريضية، الذي يختص بتشخيص ورعاية المسنين، يعرف اهتماماً متزايداً منذ عدة سنوات. لقد أصبح مسألة شيخوخة السكان وأثرها على تجارب الحياة أمراً ذا أهمية خاصة مع زيادة توقعات الحياة وارتفاع التكاليف الاجتماعية للأمراض المرتبطة بالشيخوخة»، كما يشير إلى ذلك المدير الأكاديمي لكلية العلوم التمريضية والتقنية للصحة التابعة للجامعة الخاصة بفاس، عبد الحق عيّاش.
كما يشكل الأطفال والرضع مجالاً آخر يتطلب خبرة خاصة في العلوم التمريضية، حيث يقوم ممرضو حديثي الولادة بتكييف الرعاية لتلبية الاحتياجات الخاصة لهذه الفئات الضعيفة. «هؤلاء الاختصاصيون مسؤولون عن تقديم الرعاية الطبية والجراحية للأطفال والرضع، كما يساعدون من يعانون من حالات طبية حرجة»، يضيف عيّاش.
تتمتع هذه التخصصات اليوم بمعدل إدماج مرتفع للغاية، يصل في بعض الأحيان إلى 100%. «قد يتجاوز هذا الرقم 90% في مجالات الإنعاش والتخدير أو حتى في الطب النفسي. كما أن التوظيف الفوري شائع أيضاً في القطاع العام بعد اجتياز امتحان الولوج»، يوضح فاري. وأخيراً، تتيح التنقل الدولي فرصاً للخريجين المغاربة، الذين يُعتبرون مطلوبين جداً في الخارج بفضل مهاراتهم.
تُقدم تدريبات في علوم التمريض من قبل العديد من المؤسسات في المغرب، بما في ذلك مؤسسة التكوين المهني والتشغيل والمدارس والجامعات الخاصة فضلاً عن الجامعات المعترف بها من قبل الدولة.
برامج تدريب متخصصة تُقدم في القطاعين العام والخاص
«تُقدم كلية محمد السادس للعلوم التمريضية والمهن الصحية التابعة لجامعة محمد السادس تكويناً شاملاً يتضمن الجانب النظري والعملي والبحث في أكثر من 15 تخصصاً في المهن شبه الطبية، بدءاً من درجة البكالوريوس إلى الدكتوراه»، يوضح عميد الكلية. «تستقبل جامعة يوروميد بفاس سنوياً الحاصلين على البكالوريا الراغبين في التوجه نحو هذه المهن، ويعتمد القبول على عملية اختيار دقيقة لضمان توجيه المرشحين نحو التخصص الأنسب لملفهم الشخصي»، يضيف نائب الرئيس.
مجالات العمل المتاحة
- خدمات متخصصة في المستشفيات والعيادات
- خدمات رعاية صحية منزلية
- البحث والتدريس
- الصحة في العمل (ممرض في المؤسسات للوقاية من المخاطر المهنية)
- العمل الإنساني ومنظمات غير حكومية (التدخل في مناطق الأزمات ومشاريع الصحة العامة)
المهارات الشخصية الأكثر أهمية في التمريض
- التعاطف والذكاء العاطفي: فهم احتياجات المرضى.
- التواصل الفعال: التفاعل مع الفرق الطبية والعائلات.
- إدارة التوتر والعواطف: التعامل مع الحالات الحرجة.
- روح العمل الجماعي والقيادة: اتخاذ قرارات في رعاية معقدة.
- قدرات التكيف: تعديل الممارسات بحسب المستجدات.
رواتب قد تتجاوز 15.000 درهم
تقدم هذه التخصصات تعويضات مغرية، لكن الرواتب تختلف بشكل ملحوظ وفقاً للخبرة، التخصص وقطاع العمل. «لقد شهدت مستويات التعويض زيادة كبيرة بسبب التوسع الأخير في إنشاء هياكل صحية جديدة، سواء كانت عامة أو خاصة».
يمكن للخريج الجديد أن يكسب حد أدنى قدره 8000 درهم شهرياً، بينما قد يصل إلى 15.000 درهم بعد عشر سنوات من الخبرة، كما يوضح المدير الأكاديمي. «يُعتبر هذا السقف غير ممثل للواقع في القطاع بأكمله، حيث توجد تفاوتات تعود إلى الأداء وطموحات المُوظف، فضلاً عن مهارات وخبرة المرشح»، يُعدل على ذلك المدير العام لجامعة مونديا بوليس، عبد المنعم بلالية.
مهنة شهدت تحولاً بعد كوفيد
حظيت مهنة التمريض بتطور إيجابي في السنوات الأخيرة، خصوصاً بعد جائحة كوفيد-19. لقد ساعدت الأزمة العالمية على تعزيز مكانة المهنة من خلال توعية الجمهور بأهمية الدور الذي تلعبه، فضلاً عن الظروف الصعبة التي قد يتواجد فيها الممارسون. «خلال جائحة كوفيد، كان الممرضون في الصفوف الأمامية وساهموا بنشاط في إدارة الأزمة الصحية، مما أدى إلى تغيير إيجابي في وضعهم»، يُشير إلى ذلك المدير الأكاديمي لكلية العلوم شبه الطبية والتقنية للصحة بجامعة فاس الخاصة، عبد الحق عيّاش. اليوم، يشغل الممرضون مناصب ذات مسؤوليات، سواء في خدمات الإدارة أو من خلال المناصب القيادية. «لقد ولى الزمن الذي كان يُنظر فيه إلى الممرضة على أنها مجرد منفذة للوصفات الطبية»، يُختتم بذلك نجاري.
كريم أغومى
هذا المقال مترجم آلياً بواسطة ذكاء اصطناعي، وقد يُحتوى على بعض الأخطاء غير المقصودة. يُنصح بالتحقق من المعلومات المهمة